معنى الرقية الشرعية
معنى الرقية لغةً التعويذ بالله من الشياطين والجان ومختلف الآفات والأمراض، وهي مشتقة من الفعل رقى يرقي رقية ورقيا، ويقال: استرقى الشخص، أي طلب الرقية. وقد قام ابن الأثير بالتعريف على أنها “العُوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الأمراض”. وكذلك قام بتعريفها ابن حجر على أنها كلام يُستشفى به من كل عارض. أما معناها اصطلاحا، فقد أطلق أهل العلم على الرقية على أنها كل ما يرقى به المسلم من القرآن والدعاء وأسماء الله الحسنى …, وذلك طلبا للشفاء من أمراض الجسم وأسقام النفس. والرقية بصفة عامة هي آيات وأدعية يقرأها أهل العلم لعلاج الناس من الآفات والأمراض بإذن الله تعالى.
مشروعية الرقية الشرعية
اتفق الفقهاء والعلماء المسلمين على جواز الرقية شريطة ممارستها بالطريقة الشرعية الخالية من الممارسات التي قد يدخل فيها الشرك بالله كالسحر والشعوذة ونحوِهما. ويستشهد أهل العلم والفقهاء في هذا الحُكم بالآية الكريمة “ونُنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا” سورة الاسراء الآية 82. ويستشهدون من السنّة النبوية الشريفة ما ورد في صحيح مسلم “عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى ذلك؟ فقال:(أعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك)”. فالرقية جائزة إذا تم الالتزام فيها بالضوابط الشرعية، وإذا خلَت من الممارسات التي يخل فيها الشرك بالله.
الشيخ الروحاني لقمان
أهداف الرقية الشرعية
بما أن الرقية الشرعية ممارسة قد تبث ممارستها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أن الوسائل المستعملة فيها هي آيات من القران الكريم والأحاديث النبوية، يُعتبر الالتجاء إليها عند الحاجة هدفا بحد ذاته، لأن باستعمال آيات من القران فأنت تتقرب من الله عز وجل، وتعتبر كذلك إحياءٌ لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبالإضافة إلى ذلك، فقد شُرعت الرقية لأهداف أخرى. مثل علاج الأمراض المعنوية كالحزن والاكتئاب والكرب، وكذلك هي دواء للأمراض العضوية خاصة تلك التي تكون أسبابها وعوارضها نفسية، وهي أيضا تعتبر وقاية ضد المس والحسد السحر وما شابه ذلك من الآفات والبلايا التي لا تعد ولا تحصى وعفانا وعفاكم الله عنها.
صفة الرقية الشرعية
ان الرقية الشرعية تتم في غالب الأحيان بقيام الراقي بالتوضؤ وقراءة القران بصوت مسموع على محل الألم أو على يديه لكي يمسح بهما، فيقوم بالنفث على المريض نفسا خفيفا معه بلل من الريق، حيث قد ورد عن عائشة رضي الله عنها قولها: (كان النبي ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل، كنت أنفث عنه بهن وأمسح بيده نفثه لبركتها). والرقية تكون بقراءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة وسورة الإخلاص وسورة الكافرون والمعوذتان وآيات السحر والجان. وكذلك لا بأس بإضافة بعض التعاويذ التي دأب الرسول صلى الله عليه وسلم على تعويذ الناس والصحابة بها. فمن يمكن أن يقوم بالشرعية؟ من يمكن أن يقوم بالرقية الشرعية كل مسلم مشهود له أنه من أهل الخير والصلاح، وتتوفر فيه الاستقامة وحسن التصرف والسلوك.
علامات العين والمس:
هناك العديد من العلامات التي ذكرها كثير من أهل العلم والخبرة والتجربة، وقد تظهر كلها في بعض الحالات، وقد يظهر جزء منها، والعبرة بظهور أكثرها، وبعد ذلك نحكم على الحالة بالإصابة كي نقوم علاجها بالرقية الشرعية:
1 – التغير المفاجئ في الأمور الصحية أو النفسية أو الأسرية أو الوظيفية أو العلمية بلا سبب معقول ولا عارض صحي معتبر.
2 – آلام في الرقبة وبين الأكتاف وآخر الظهر.
3 – التنمل عند سماع الرقية أوعند رقيتك لنفسك.
4 – التثاؤب عند قراءة القرآن أو أثناء الصلاة.
5 – الشعور بأمراض عضوية وعند الكشف والتحليل لا يظهر أي شيء.
6 – الخمول والكسل الشديد.
7 – الميل للخلوة والعزلة عن الناس.
8 – ظهور الحساسية وبعض الحبوب بلا تفسير طبي.
9- كثرة الرؤى مثل الرؤى: السقوط من مكان عالي، مطاردة بعض الأشخاص، رؤية الثعابين والعقارب والجمال.
10 – و هناك علامات تظهر بين الزوجين: الرغبة الشديدة في الطلاق بلا سبب مقبول، التضايق من الآخر، ، النفور من الجماع.
11 – النفور من العبادات كالصلاة والكسل الشديد عند محاولة أدائها.
ويجب التنبيه على ان أغلب الأشخاص الذين يصابون بالعين يُبتلون بالمس، ويكون الجان هو الذي يجعل صاحب المرض يعيش الأمور التي ذكرناها سابقا.
مخالفات عند بعض المرضى:
ان بعض من يصابون بالعين والمس يقومون ببعض المغالطات التي يجب الحضر منها وتجنبها ومن بيه هذه المغالطات:
1 – تعليق التمائم والحجب.
2 – القنوط من رحمة الله.
3 – كثرة الشكوى من المرض.
4 – اتهام الآخرين بلا بينة.
5 – الجزع من البلاء.
6 – عدم البدء بالعلاج وإنكار الموضوع والتهرب منه.
وفي الختام أود أن أطرح بعض الأدلة من القران ومن السنة النبوية عن العين والمس.
عن العين:
من القران الكريم: قال تعالى على لسان نبيه يعقوب عليه السلام: (وَقَالَ يَا بَنِيَ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ) سورة يوسف الآية 67.
وقد قال ابن عباس وغيره في تفسير هذه: “إنه خشي عليهم العين، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم، فإن العين حق تستنزل الفارس عن فرسه.”
ومن السنة النبوية: فقد ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العين حق”. أخرجه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين”. أخرجه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين. أخرجه البزار بسند حسن.
ويتضح من خلال هذه الأحاديث أن هناك دلالة واضحة على حقيقة العين وشدة أثرها على الانسان ولا مجال للشك في ذلك، ومن شك في ذلك فقد شك في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وكم من رجل أدخلته العين القبر، ولكن كل ذلك بمشيئة الله تعالى.
وعن المس:
قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).
قال القرطبي في تفسير هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس.
نطلب من الله عز جلاله أن يعفينا ويعفيكم من شر البلاء، فاذا كنت تحتاج الى الرقية الشرعية لا تتردد الاتصال بالشيخ الروحاني لقمان وسيتم شفائكم بإذن الله تعالى. صفحة الاتصال بنا .